فصل: (باب الكاف والزاء وما يثلثهما)

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: معجم مقاييس اللغة ***


‏(‏باب الكاف والواو وما يثلثهما‏)‏

‏(‏كوي‏)‏

الكاف والواو والياء أصلٌ صحيح، وهو كَوَيْتُ بالنَّار‏.‏ وقد ذكرناه‏.‏

‏(‏كوب‏)‏

الكاف والواو والباء كلمةٌ واحدة‏.‏ وهي الكُوب‏:‏ القَدَح لا عُروةَ ـله؛ والجمع أكواب‏.‏ قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏وأَكْوَابٌ مَوْضوعَةٌ‏}‏ ‏[‏الغاشية14‏]‏‏.‏ ويقولون‏:‏ الكُوبةُ‏:‏ الطَّبلُ لِلَّعب‏.‏

‏(‏كود‏)‏

الكاف والواو والدال كلمةٌ كأنَّها تدلُّ على التماسِ شيءٍ ببعض العَناء‏.‏ يقولون‏:‏ كادَ يكُود كَوْداً ومَكاداً‏.‏ ويقولون لمن يَطلُب منك الشَيءَ فلا تُريد إعطاءَه‏:‏ لا ولا مَكادة‏.‏ فأمَّا قولهم في المقارَبة‏:‏ كاد، فمعناها قارب‏.‏ وإذا وقعت كادَ مجرَّدَةً فلم يقع ذلك الشيء تقول‏:‏ كادَ يَفْعل، فهذا لم يُفعل، وإذا قُرِنَتْ بِجَحد فقد وقع، إذا قلت ما كاد يَفعلُه فقد فعله‏.‏ قال الله سبحانه‏:‏ ‏{‏فَذَبَحُوهَا وَمَا كادُوا يَفْعَلُونَ‏}‏ ‏[‏البقرة 71‏]‏‏.‏

‏(‏كور‏)‏

الكاف والواو والراء أصلٌ صحيحٌ يدلّ على دُوْرٍ وتجمُّع‏.‏ من ذلك الكوْر‏:‏ الدَّور‏.‏ يقال كار يَكُورُ، إذا دار‏.‏ وكَوْرُ العمامة‏:‏ دَوْرُها‏.‏ والكُورَةُ‏:‏ الصُّقْع، لأنَّه يدُور على ما فيه من قُرىً‏.‏ ويقال طعَنَه فكَوَّرَه، إذا ألقاه مجتمِعاً‏.‏ ومنه قولُه تعالى‏:‏ ‏{‏إذا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ‏}‏ ‏[‏التكوير 1‏]‏، كأنَّها جُمِعَت جَمْعاً، والكُور‏:‏ الرَّحْل؛ لأنَّه يدور بغارِب البَعير؛ والجمع أكوار‏.‏ فأمّا قولهم‏:‏ ‏"‏الحَوْر بَعْدَ الكَور‏"‏، فالصحيح عندهم‏:‏ ‏"‏الحَوْر بعد الكَوْن‏"‏، ومعناه حار، أي رجع ونَقَص بعدما كان‏.‏ ومن قال بالراء فليس يبعُد، أي كان أمرُه متجمِّعاً، ثم حار ونَقَص‏.‏ وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏يُكَوِّرُ اللَّيْلَ علَى النَّهَارِ‏}‏ ‏[‏الزمر 5‏]‏، أي يُدير هذا على ذاك، ويُدير ذاك على هذا‏.‏ كما جاء في التفسير‏:‏ زِيد في هذا من ذلك، وفي ذاك ‏[‏من هذا‏]‏‏.‏ والكَوْر‏:‏ قِطعةٌ من الإبل كأنَّها خمسون ومائة‏.‏ وليس قياسُه بعيداً، لأنها إذا اجتمعت استدارت في مَبْرَكها‏.‏ وكُوَّارة النَّحْل معروفة‏.‏

ومما يشِذُّ عن هذا الباب قولهم‏:‏ اكتارَ الفَرسُ، إذا رفَعَ ذَنبَه في حُضْرِه‏.‏

‏(‏كوز‏)‏

الكاف والواو والزاء أصلٌ صحيح يدلُّ على تجمُّع‏.‏ قال أبو بكر‏:‏ تكوَّزَ القومُ‏:‏ تجمّعوا‏.‏ قال‏:‏ ومنه اشتقاق بني كُوزٍ من ضَبَّة‏.‏ والكُوز للماء من هذا، لأنَّه يجمع الماء‏.‏ واكتاز الماء‏:‏ اغتَرَفَه‏.‏

‏(‏كوس‏)‏

الكاف والواو والسين أصلٌ صحيح يدلُّ على صَرْعٍ أو ما يقاربه‏.‏ يقال‏:‏ كاسَه يَكُوسُه، إذا صرعه‏.‏ ومنه كاسَتِ الناقةُ تكوسُ، إذا عُقِرت فقامت على ثلاث‏.‏ وإنَّما قيل لها ذلك لأنَّها قد قاربت أن تُصرَع‏.‏ قال‏:‏

ولو عند غَسَّانَ السَّلِيطيِّ عَرَّسَتْ *** رَغَا قَرَنٌ منها وكاس عَقِيرُ

وربَّما قالوا للفَرَس القَصير الدَّوارجِ‏:‏ كُوسِيٌّ‏.‏ وعُشْبٌ مُتَكاوِسٌ، إذا كثُر وكثُف، وهو من قياس الباب لأنَّه يتصرَّعُ بعضُه على بعض‏.‏ فأمَّا الكأس، فيقال هو الإناء بما فيه من خمر، وهو من غير الباب‏.‏

‏(‏كوع‏)‏

الكاف والواو والعين كلمةٌ واحدة، وهي الكُوع، وهو طرَف الزَّنْد مما يلي الإبهام‏.‏ والكَوَعُ‏:‏ خُروجُه ونُتوُّه وعِظَمُه‏.‏ رجلٌ أكوعُ‏.‏ ويقال الكَوَع‏:‏ إقبال الرُّسغين على المنكِبين‏.‏ وكوَّعَه بالسَّيف‏:‏ ضَربَه‏.‏ ولعلّه بمعنى أن يُصِيبَ كُوعَه‏.‏

‏(‏كوف‏)‏

الكاف والواو والفاء أصيل يقولون‏:‏ إنَّه يدلُّ على استدارةٍ في شيء‏.‏ قالوا‏:‏ تكوَّفَ الرّملُ‏:‏ استدارَ‏.‏ قالوا‏:‏ ولذلك سمّيت الكُوفةُ‏.‏ ويقولون‏:‏ وقعنا في كُوفَان وكَـُـوَّفان، أي عناءٍ ومشقّة، كأنَّهم اشتقُّوا ذلك من الرَّمل المتكَوِّف، لأن المشيَ فيه يُعَنِّي‏.‏

‏(‏كون‏)‏ الكاف والواو والنون أصلٌ يدلُّ على الإخبار عن حدوث شيء، إمَّا في زمانٍ ماضٍ أو زمان راهن‏.‏ يقولون‏:‏ كان الشيءُ يكونُ كَوناً، إذا وقَعَ وحضر‏.‏ قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏وَإنْ كانَ ذُو عُسْرَةٍ‏}‏ ‏[‏البقرة 280‏]‏، أي حَضَر وجاء‏.‏ ويقولون‏:‏ قد كان الشِّتاءُ، أي جاء وحضر‏.‏ وأمَّا الماضي فقولنا‏:‏ كان زيدٌ أميراً، يريد أنَّ ذلك كان في زمان سالف‏.‏ وقال قوم‏:‏ المكانُ اشتقاقه مِن كان يكون، فلمّا كثُر* تُوُهِّمت الميمُ أصليّةً فقيل تمكّن، كما قالوا من المِسكين تَمَسْكَنَ‏.‏

وفي الباب كلمةٌ لعلَّها أن تكون من الكلام الذي دَرَج بدُروج مَن عَلِمه‏.‏

يقولون‏:‏ كُنْت على فلان أكون عليه، وذلك إذا كَفَلت به‏.‏ واكتَنْت أيضاً اكتياناً‏.‏ وهي غَرِيبة‏.‏

‏(‏كوم‏)‏ الكاف والواو والميم أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على تجمُّع في شيء مع ارتفاع فيه‏.‏ من ذلك الكَوْماء، وهي النَّاقة الطَّويلة السنام‏.‏ والكَوْم‏:‏ القِطعة من الإبل، والكَوْمة‏:‏ الصُّبْرة من الطَّعام وغيرِه‏.‏ وربّما قالوا‏:‏ كامَ الفرسُ أنثاه يَكُومها، وذاك نَفْس التجمُّع‏.‏

‏(‏كول‏)‏

الكاف والواو واللام كلمةٌ إن صحَّت‏.‏ يقولون‏:‏ تكوَّلَ القومُ على فلانٍ، إذا تجمَّعوا عليه‏.‏

‏(‏باب الكاف والياء وما يثلثهما‏)‏

‏(‏كيد‏)‏

الكاف والياء والدال أصلٌ صحيح يدلُّ على معالجةٍ لشيء بشدّة، ثم يتّسع الباب، وكلّه راجعٌ إلى هذا الأصل‏.‏ قال أهلُ اللُّغة‏:‏ الكيد‏:‏ المعالجة‏.‏ قالوا‏:‏ وكلُّ شيءٍ تُعالِجُه فأنت تَكِيدُه‏.‏ هذا هو الأصل في الباب، ثم يسمُّون المَكر كيداً‏.‏ قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏أمْ يُرِيدُونَ كَيْداً‏}‏ ‏[‏الطور 42‏]‏‏.‏ ويقولون‏:‏ هو يَكيدُ بِنَفسهِ، أي يجودُ بها، كأنَّه يُعالِجها لتخرُج‏.‏ والكَيْد‏:‏ صِياح الغراب بجَهْدٍ‏.‏ والكَيد‏:‏ أن يُخرِج الزّندُ النّار ببطءٍ وشدة، والكَيد‏:‏ القَيء، وربّما سمَّوا الحَيض كيداً‏.‏ والكَيد‏:‏ الحرب، يقال‏:‏ خرجوا ولم يلقَوْا كيداً، أي حرباً‏.‏

‏(‏كير‏)‏

الكاف والياء والراء كلمةٌ، وهي كِيرُ الحَدّاد‏.‏ قال أبو عمرو‏:‏ الكُور‏:‏ المبنيُّ من الطِّين، والكِير‏:‏ الزِّقّ‏.‏ قال بشر‏:‏

كأنَّ حَفيف مَنْخَرِه إذا ما *** كَتَمْنَ الرّبْوَ كِيرٌ مُستعارُ

‏(‏كيس‏)‏

الكاف والياء والسين أصل يدلُّ على ضمٍّ وجمع‏.‏ من ذلك الكِيس، سمِّي لِمَا أنَّه يَضُمُّ الشيء ويجمعُه‏.‏ ومن بابه الكَيْس في الإنسان‏:‏ خلاف الخُرْق، لأنَّه مجتمَع الرّأي والعقل، يقال رجلٌ كَيِّس ورجالٌ أكياس‏.‏ وأكْيَسَ الرّجلُ وأكاسَ، إذا وُلِد له أكياسٌ من الوَلَد‏.‏ قال‏:‏

فلو كُنْتم لكَيِّسةٍ أكَاست *** وَكَيْسُ الأمِّ أَكْيَسُ للبنينا

ولعلَّ كَيسان فَعلان من أكْيَس‏.‏ وكانت بنو فَهمٍ تسمِّي الغَدْرَ كيسان‏.‏ قال‏:‏

إذا ما دَعَوا كيسان كانت كهولُهم *** إلى الغدر أدنى من شَبابهم المُرْدِ

‏(‏كيص‏)‏

الكاف والياء والصاد إنْ صحَّ فهو يدلُّ على انقباضٍ وضيق‏.‏ ويقولون‏:‏ كاصَ يَكيص، مثل كَاعَ‏.‏ ويقولون‏:‏ إنَّ الكِيصَ‏:‏ الرجُل الضيِّق الخُلُق‏.‏ وحُكِيت كلمةٌ أنا أرتاب بها، يقولون‏:‏ كِصْنا عند فُلانٍ ما شِئْنا، ‏[‏أي‏]‏ أكلنا‏.‏

‏(‏كيف‏)‏

الكاف والياء والفاء كلمةٌ‏.‏ يقولون‏:‏ الكِيفة‏:‏ الكِسْفة من الثّوب‏.‏ فأمَّا كيفَ فكلمةٌ موضوعة يُستفهَم بها عن حالِ الإنسان فيقال‏:‏ كيف هو‏؟‏ فيقال‏:‏ صالح‏.‏

‏(‏كيل‏)‏

الكاف والياء واللام ثلاثُ كلماتٍ لا يُشْبِهُ بعضُها بعضاً‏.‏ فالأولى‏:‏ الكَيل‏:‏ كيل الطعام‏.‏ يقال‏:‏ كِلْتُ فلاناً أعطيته‏.‏ واكتلْتُ عليه‏:‏ أخَذْتُ منه‏.‏ قال الله سبحانه‏:‏ ‏{‏وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ‏.‏ الَّذِينَ إذَا اكتَالُوا علَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ‏.‏ وإذَا كالوهُمْ أوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ‏}‏ ‏[‏المطففين 1، 2، 3‏]‏‏.‏

والكلمة الثانية‏:‏ كالَ الزَّنْدُ يَكِيلُ؛ إذا لم يُخرِجْ ناراً‏.‏

والكلمة الثالثة‏:‏ الكَيُّول‏:‏ مُؤَخَّر الصَّفِّ في الحرب‏.‏ قال‏:‏

إنِّي امرُؤٌ عاهَدَني خليلي *** ألاَّ أقُومَ الدَّهْرَ في الكَيُّولِ

‏(‏كين‏)‏

الكاف والياء والنون شيء يقولون إنه في عضوٍ من أعضاء المرأة يَضِيق به، والجمع كُيون‏.‏ قال جرير‏:‏

غَمَزَ ابنُ مرَّةَ يا فرزدقُ كَيْنَها *** غَمْزَ الطبيبِ نَغانِغَ المعذورِ

فأمّا الكِينة، في قولهم‏:‏ بات فُلانٌ بكِينةِ سَوْءٍ، أي بحال سوء، فأصله الكَوْن فِعلَة من الكون‏.‏

‏(‏كيت‏)‏

الكاف والياء والتاء كلمةٌ إن صحَّت، يقولون‏:‏ التكييت تيسير الجَهاز‏.‏ قال‏:‏

كَيِّت جهازك إمّا كنتَ مرتحِلاً *** إنِّي أخاف على أذوادِك السَّبُعا

‏(‏كيح‏)‏

الكاف والياء والحاء* كلمةٌ واحدة‏.‏ يقولون‏:‏ الكِيح‏:‏ سَنَد الجَبَل‏.‏ قال الشَّنْفرَى‏:‏

ويركُضْنَ بالآصالِ حَولي كأنَّني *** من العُصْمِ أدفى يَنْتحِي الكِيحَ أعْقَلُ

‏(‏باب الكاف والألف وما يثلثهما‏)‏

وقد تكون الألف منقلبة وتكتب هاهنا للَّفظ، وقد تكون مهموزة‏.‏‏

‏(‏كاذ‏)‏

الكاف والألف والذال كلمة، وهي الكَاذَة‏:‏ لحمُ أعالي الفَخِذين‏.‏‏

‏(‏كار‏)‏

الكاف والألف والراء‏.‏ يقولون‏:‏ الكَأْر‏:‏ أن يَكْأر الرّجُل من الطّعام، أي يصيب منه أخْذاً وأكلا‏.‏‏

‏(‏كان‏)‏

الكاف والألف والنون‏.‏ يقولون‏:‏ كَأَن، أي اشتدَّ، وكأنتُ‏:‏ اشتددت‏.‏‏

‏(‏كأب‏)‏

الكاف والهمزة والباء كلمةٌ تدلُّ على انكسارٍ وسوءِ حال‏.‏ من ذلك الكآبة‏.‏ يقال كَأْبة وكَآبة، ورجلُ كئيب‏.‏‏

‏(‏كأد‏)‏

الكاف والألف والدال يدلُّ على شِدَّة ومَشَقّة‏.‏ يقولون‏:‏ تكَاءَده الأمرُ، إذا صعُب عليه‏.‏ والعَقَبة الكَؤُود‏:‏ الصَّعبة‏.‏‏

‏(‏باب الكاف والباء وما يثلثهما‏)‏

‏(‏كبت‏)‏

الكاف والباء والتاء كلمة واحدة، وهي من الإذلال والصَّرفِ عن الشيء‏.‏ يقال‏:‏ كَبَتَ اللهُ العدُوَّ يَكْبِتُه، إذا صَرَفَهُ وأذلَّهُ‏.‏ قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏إنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللهَ ورَسُولَهُ كُبِتُوا كَمَا كُبِتَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ‏}‏ ‏[‏المجادلة 5‏]‏‏.‏

‏(‏كبث‏)‏

الكاف والباء والثاء كلمةٌ، وهي الكَبَاث، يقال‏:‏ إنَّه حَمْل الأراك‏.‏ وحَكَوْا عن الشَّيباني‏:‏ كَبِثَ اللَّحمُ‏:‏ تغيَّرَ وأرْوَحَ‏.‏ قال‏:‏

أصبَحَ عمّارٌ نَشِيطاً أَبِثَا *** يأكُلُ لحماً بائتاً قد كَبِثَا

‏(‏كبح‏)‏

الكاف والباء والحاء كلمة‏.‏ يقال‏:‏ كَبَحْت الفرس بلجامه أكْبَحُه‏.‏

‏(‏كبد‏)‏

الكاف والباء والدال أصلٌ صحيح يدلُّ على شِدّة في شيء وقُوّة‏.‏ من ذلك الكَبَد، وهي المشقّة‏.‏ يقال‏:‏ لَقِيَ فلانٌ من هذا الأمر كَبَداً، أي مشَقة‏.‏ قال تعالى‏:‏ ‏{‏لَقَدْ خَلقْنَا الإنسانَ في كَبَدٍ‏}‏ ‏[‏البلد 4‏]‏‏.‏ وكابدتُ الأمر‏:‏ قاسيتُه في مشقّة‏.‏ ومن الباب الكَبِد، وهي معروفة، سمِّيت كَبِداً لتكبُّدِها‏.‏ والأكبد‏:‏ الذي نَهَدَ موضعُ كَبِده‏.‏ وكَبَدْتُ الرّجُل‏:‏ أصبتُ كَبِدَه‏.‏ وكَبِدُ القوسِ‏:‏ مستعارٌ من كَبِد الإنسان، وهو مَقْبِضُها‏.‏ وقوسٌ كَبْداء‏:‏ إذا مَلأ مَقْبِضُها الكفّ‏.‏ ومن الاستعارة‏:‏ كَبِد السَّماء‏:‏ وسطها‏.‏ ويقولون‏:‏ كُبَيْدَاء السَّماء، كأنَّهُم صغّروها، وجمعوها على كُبَيدات‏.‏ ويقال‏:‏ تكبَّدَتِ الشّمس، إذا صارت في كَبِد السماء‏.‏ والكُبَادُ‏:‏ وجَعُ الكَبِد‏.‏ وتَكَبَّدَ اللَّبنُ‏:‏ غَلُظَ وخَثُر‏.‏

‏(‏كبر‏)‏

الكاف والباء والراء أصلٌ صحيح يدلُّ على خِلاف الصِّغَر‏.‏ يقال‏:‏ هو كَبيرٌ، وكُبَار، وكُبَّار‏.‏ قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏وَمَكَرُوا مَكْراً كُبَّاراً‏}‏ ‏[‏نوح 22‏]‏‏.‏ والكِبْرُ‏:‏ مُعظَم الأمر، قولـه عزّ وعلاَ‏:‏ ‏{‏والَّذِي تَوَلّى كِبْرَهُ‏}‏ ‏[‏النور 11‏]‏، أي مُعظَم أمرِه‏.‏ ويقولون‏:‏ كِبْرُ سياسةِ القوم في المال‏.‏ فأمَّا الكُبْر بضم الكاف فهو القُعدد‏.‏ يقال‏:‏ الوَلاء للكُبْر، يراد به أقْعَد القَوم في النَّسَب، وهو الأقربُ إلى الأب الأكبر‏.‏

ومن الباب الكِبَر، وهو الهَرَم‏.‏ والكِبْر‏:‏ العظَمة، وكذلك الكِبرياء‏.‏ ويقال‏:‏ وَرِثُوا المجدَ كابِراً عن كابر، أي كبيراً عن كبيرٍ في الشَّرفِ والعِزّ‏.‏ وعلَتْ فلاناً كَبْرَةٌ، إذا كَبِر‏.‏ ويقال‏:‏ أكبَرْتُ الشّيءَ‏:‏ استعظمتُه‏.‏

‏(‏كبس‏)‏

الكاف والباء والسين أصلٌ صحيح، وهو من الشَّيء يُعْلَى بالشَّيء الرَّزين، ثم يقاس على هذا ما يكونُ في معناه‏.‏ من ذلك الكَبْس‏:‏ طَمُّك الحُفَيرةَ بالتُّراب‏.‏ والتُّراب كِبْسٌ‏.‏ ثمَّ يتَّسعون فيقولون‏:‏ كَبَس فلانٌ رأسَه في ثوبه، إذا أدخَلَه فيه‏.‏ والأرنبةُ الكابسة، هي المقبلةُ على الجَبْهة في غِلَظٍ وارتفاع‏.‏ يقال منه كَبَسَتْ‏.‏ ومن الباب الكِباسَة‏:‏ العِذْق التامُّ الحمل‏.‏ ‏[‏و‏]‏ الكبيس‏:‏ التمرُ يُكبَس‏.‏ والكابوس‏:‏ ما يَقَع على الإنسان باللَّيل‏.‏ قال ابن دريد‏:‏ أحسبه مولَّداً‏.‏ والكَبِيس‏:‏ حَلْيٌ يُصاغ مجوَّفاً* ثمَ يُحشَى طيناً‏.‏ والكُباس والأكبَس‏:‏ العظيم الرَّأس‏.‏

‏(‏كبش‏)‏

الكاف والباء والشين كلمةٌ واحدة، وهي الكَبْش، وهو معروف‏.‏ وكبْشُ الكتيبةِ‏:‏ عظيمُها ورئيسُها‏.‏ قال‏:‏

ثمَّ ما هابُوا ولكن قدّموا *** سكبشَ غاراتٍ إذا لاقى نَطَحْ

‏(‏كبع‏)‏

الكاف والباء والعين‏.‏ قالوا - والله أعلم بصحَّته- إنَّ الكَبْع‏:‏ نقد الدِّرهم والدِّينار‏.‏ قال‏:‏

قالوا لِيَ اكْبَعْ قلتُ لَسْتُ كابِعاً *** وقُلتُ لا آتِي الأميرَ طائعا

‏(‏كبل‏)‏

الكاف والباء واللام أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على حَبْسٍ ومنع‏.‏ من ذلك الكَِبْل‏:‏ القَيد الضَّخم‏.‏ يقال‏:‏ كَبَلْتُ الأسيرَ وكَبَّلتُه‏.‏ ويقولون‏:‏ إنَّ الكابول‏:‏ حِبالةُ الصَّائد‏.‏ فأمَّا المكابَلة فهو من هذا أيضاً، وهو التَّأخير في الدَّين، يقال‏:‏ كَبَلتُك دينَك، وذلك من الحبس أيضاً‏.‏ ومن الباب أيضاً المكابَلة‏:‏ أن تُباعَ الدَّارُ إلى جنب دارِك وأنت محتاجٌ إليها فتؤخر شراءها ليشتريَها غيرُك ثم تأخذَها بالشُّفعة‏.‏ وقد كُرِه ذلك‏.‏

‏(‏كبن‏)‏

الكاف والباء والنون أصلٌ صحيح يدلُّ على قَبْضٍ وتقبُّض‏.‏ يقال للبخيل‏:‏ الكُبُـنَّة‏:‏ وقد اكبَأَنَّ، إذا تَقبَّض حين سئل‏.‏ ويقال‏:‏ كبَن الدَّلوَ، إذا ثَنَى فَمَها وخَرزَه ويقال له الكَبْن‏.‏ ومن الباب كَبَن عن الشيء‏:‏ عَدَل، وكَنَب أيضاً‏.‏ والمكبون من الخيل‏:‏ القصير القوائم‏.‏

ومما قيس على هذا قولُهم‏:‏ تَكبَّن، إذا سَمِن‏.‏ ولا يكون ذلك إلاَّ في تجمُّع لحم‏.‏ ويقولون‏:‏ كَبَن كُبُوناً، إذا عَدا في لِينٍ واسترسالٍ‏.‏

‏(‏كبو‏)‏

الكاف والباء والحرف المعتل أصلٌ صحيح يدلُّ على سُقوطٍ وتزيُّل‏.‏ يقال‏:‏ كبا لوجهه يَكبُو، وهو كابٍ، إذا سَقَط‏.‏ قال‏:‏

فكَبَا كما يكبُو فنِيقٌ تَارِزٌ *** بالخَبْتِ إلاّ أنَّه هو أبْرَعُ

ويقال‏:‏ كبا الزّندُ يكبُو، إذا لم يُخرِجْ نارَه‏.‏ ويقال‏:‏ كَبَوْتُ الكُوزَ وغيرَه، إذا صبَبْتَ ما فيه‏.‏ والتُّراب الكابي‏:‏ الذي لا يستقرُّ على وَجْه الأرض‏.‏

ويقال‏:‏ هو كابِي الرَّماد، أي عظيمُه، ينهال‏.‏ ومن الباب الكِبا‏:‏ الكُنَاسة؛ والجمع الأكباء‏.‏

ومما شذَّ من هذا الأصل الكِبَاء ممدود، وهو ضربٌ من العُود‏.‏ يقال كَبُّوا ثيابَكم، أي بَخِّروها‏.‏ قال‏:‏

* ورنداً ولُبْنَى والكِباءَ المُقَتَّرَا *

‏(‏باب الكاف والتاء وما يثلثهما‏)‏

‏(‏كتد‏)‏

الكاف والتاء والدال حرفٌ واحد، وهو الكَتَد‏:‏ ما بين الكاهل إلى الظَّهر‏.‏ والكَتَد‏:‏ نجمٌ‏.‏

‏(‏كتر‏)‏

الكاف والتاء والراء‏.‏ يقولون‏:‏ الكَتْر‏.‏ وسط كلِّ شيء‏.‏ وقال‏:‏ الكَِتْر‏:‏ السَّنام نفسُه‏.‏ قال‏:‏

* كِتْرٌ كحافَة كِير القَيْنِ ملمومُ *

قال الأصمعيّ‏:‏ لم أسمع بالكِتْر إلاَّ في هذا البيت‏.‏ ويقولون‏:‏ الكَتْر‏:‏ الحَسَب والقَدْر‏.‏

‏(‏كتع‏)‏

الكاف والتاء والعين كلماتٌ غير موضوعةٍ على قياس، وليست من الكلام الأصيل‏.‏ يقولون الكُتَع‏:‏ الرّجُل اللَّئيم‏.‏ ويقولون كَتَع بالشيء‏:‏ ذهب به‏.‏ وما بالدّارِ كتيعٌ، أي ما فيها أحد‏.‏ وكَتَع فلانٌ في أمره‏:‏ شَمَّر‏.‏ وجاء القومُ أجمعون أكتَعُون على الإتباع‏.‏

‏(‏كتل‏)‏

الكاف والتاء واللام أصيلٌ يدلُّ على تجمُّع‏.‏ يقال‏:‏ هذه كُتْلةٌ من شَيء، أي قطعةٌ مجتمعةٌ‏.‏ قال ابنُ دريد يقال ألقى فلان عليَّ كَتالَهُ، أي ثِقْله‏.‏ وذكر في شِعر ‏[‏ابن‏]‏ الطَّثْريّة‏.‏

‏(‏كتم‏)‏

الكاف والتاء والميم أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على إخفاء وسَتر‏.‏ من ذلك كَتَمت الحديثَ كَتْماً وكِتماناً‏.‏ قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏وَلاَ يَكْتُمُونَ اللهَ حَدِيثاً‏}‏ ‏[‏النساء 42‏]‏‏.‏ ويقال‏:‏ ناقةٌ كَتومٌ‏:‏ لا تَرغُو إذا رُكبت، قُوَّةً وصَبراً‏.‏ قال‏:‏

* وكانت بقيّةَ ذَوْدٍ كُتُمْ *

وسحابٌ مُكْتَتِم‏:‏ لا رعد فيه‏.‏ وخَرْزٌ كَتِيمٌ‏:‏ لا يَنْضَح الماء‏.‏ وقوسٌ كَتوم‏:‏ لا تُرِنُّ‏.‏ وأمّا الكَتَم، فنباتٌ يُختَضَب به‏.‏

‏(‏كتن‏)‏

الكاف والتاء والنون أصلٌ يدلُّ على لطخٍ ودَرَن‏.‏ يقال الكَتَن‏:‏ لَطْخ الدُّخانِ البيتَ‏.‏ ويقال‏:‏ كَتِنَتْ جَحافِل الدّابة‏:‏ اسوَدَّت من أكل الدَّرِين‏.‏ وكَتن السِّقاءُ، إذا لَصِق به اللَّبَنُ من خارج فَغَلُظ‏.‏ والكَتَّان معروف، وزعموا أنَّ نُونَه أصليّة‏.‏ وسَمَّاه الأعشى الكَتَن‏.‏ قال ابن دريد‏:‏ هو عربيٌّ* معروف، وإنَّما سمي بذلك لأنه يلقَى بعضُه على بعضٍ حَتَّى يَكْتِن‏.‏

‏(‏كتو‏)‏

الكاف والتاء والواو‏.‏ الكَتْو‏:‏ مُقارَبة الخَطْو‏.‏ يقال‏:‏ كتا يَكتُو كَتواً‏.‏ حكاه ابنُ دريدٍ عن أبي مالك‏.‏

‏(‏كتب‏)‏

الكاف والتاء والباء أصلٌ صحيح واحد يدلُّ على جمع شيءٍ إلى شيءٍ‏.‏ من ذلك الكِتَابُ والكتابة‏.‏ يقال‏:‏ كتبت الكتابَ أكْتبه كَتْباً‏.‏ ويقولون‏:‏ كتبتُ البَغلَة، إذا جمعتُ شُفرَي رَحِمها بحَلْقة‏.‏ قال‏:‏

لا تأمنَنَّ فَزارِيَّا حَلَلتَ به *** على قَلُوصِك واكتُبْهَا بأسيار

والكُتْبَةُ‏:‏ الخُرْزَة، وإنَّما سمِّيت بذلك لجمعها المخروز‏.‏ والكُتَب‏:‏ الخُرَز‏.‏ قال ذو الرُّمَّة‏:‏

وَفْرَاءَ غَرْفِيَّةٍ أثأَى خوارِزَها *** مُشَلشَلٌ ضَيَّعَتْهُ بينَها الكُتَب

ومن الباب الكِتَابُ وهو الفَرْضُ‏.‏ قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏كُتِبَ علَيْكُمُ الصِّيَامُ‏}‏ ‏[‏البقرة 183‏]‏، ويقال للحُكْم‏:‏ الكتاب‏.‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏أمَا لأَقْضِيَنَّ بينكما بكتاب الله تعالى‏"‏، أراد بحُكْمِه‏.‏ وقال تعالى‏:‏ ‏{‏يَتْلُو صُحُفاً مُطَهَّرَةً‏.‏ فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ‏}‏ ‏[‏البينة2، 3‏]‏، أي أحكامٌ مستقيمة‏.‏ ويقال للقَدَر‏:‏ الكِتاب‏.‏ قال الجعديّ‏:‏

يا ابنةَ عمِّي كتاب الله أخَرَجَنِي *** عنكم وهل أمنعَنَّ الله ما فَعَلا

ومن الباب كتائب الخيل، يقال‏:‏ تكتَّبُوا‏.‏ قال‏:‏

* بألفٍ تكتَّبَ أو مِقْنَبِ *

قال ابنُ الأعرابيّ‏:‏ الكاتب عند العرب‏:‏ العالم، واحتجَّ بقوله تعالى‏:‏ ‏{‏أمْ عِنْدَهُمُ الغَيْبُ فَهُمْ يَكْتُبُونَ‏}‏ ‏[‏الطور 41، القلم 47‏]‏‏.‏

والمُكاتَب‏:‏ العبدُ يكاتبه سيِّده على نفسه‏.‏ قالوا‏:‏ وأصله من الكِتاب، يراد بذلك الشَّرْطُ الذي يكتب بينهما‏.‏

‏(‏كتف‏)‏

الكاف والتاء والفاء أصلٌ صحيح يدلُّ على عِرَضٍ في حديدة أو عَظْم‏.‏ من ذلك الكَتِيفة، وهي الحديدة التي يُضَبُّ بها‏.‏ ومنه الكَتِف وهي معروفة، سمِّيت بذلك لما ذكرناه‏.‏ ويقال‏:‏ رجلٌ أكتَفُ‏:‏ عظيم الكَتِف‏.‏ وقولهم‏:‏ كَتف البعيرُ في المَشْي فإنما ذلك إذا بَسَط يديه بَسْطاً شديداً، ولا يكون ذلك إلاَّ ببسطه موضِعَيْ كتِفَيْه‏.‏ والكَتْف‏:‏ أن يُشَدَّ حِنْوا الرَّحْلِ أحدُهما إلى الآخر بالكِتاف، وذلك كبعض ما ذكرناه‏.‏ وكَتَفْتُ اللّحم، كأنَّك قَطعته على تقدير

الكَتِف أو الكَتِيفة‏.‏ وكذلك كَتَفت الثّوب إذا قَطَعته‏.‏ وأما قولهم للضِّغن والحِقد كَتِيفة، فذلك من الباب أيضاً، وهو من عجيب كلامهم‏:‏ أن يحملوا الشيء على محمول غيره‏.‏ والمعنى في هذا أنَّهم يسمُّون الضِّغْن ضبَّاً، لأنَّه يُضِبُّ على القَلْب‏.‏ فلما كانت الضَّبَّة في هذا القياس بمعنى أنَّها تُضَبُّ على الشَّيء وكانت تسمَّى كَتيفةً، سمَّوا الضِّغن ضَبَّاً وكتيفة، والجمع كتائف‏.‏ ‏[‏قال‏]‏‏:‏

أخوكَ الذي لا يَمْلِكُ الحسَّ نفسُه *** وتَرفَضُّ عند المُحْفِظات الكتائفُ

وأما الكُِتْفان من الجَرَاد فهو أوّلُ ما يطير منه‏.‏ وهو شاذٌّ عن هذا الأصل‏.‏

‏(‏كتو‏)‏

الكاف والتاء والواو فيه كلمةٌ لا معنَى لها، ولا يُعرَّج على مِثلها‏.‏ يقولون‏:‏ اكْتَوْتَى الرّجلُ، إذا بالَغَ في صفة نَفْسِه من غير عمل‏.‏ واكْتَوْتَى تعتع‏.‏ وليس هذا بشيء‏.‏

البيت للقطامي في ديوانه 27 واللسان ‏(‏حس، رفض، حفظ، كتف‏)‏‏.‏

‏(‏باب الكاف والثاء وما يثلثهما‏)‏

‏(‏كثر‏)‏

الكاف والثاء والراء أصلٌ صحيح يدلُّ خِلاف القِلّة‏.‏ من ذلك الشَّيء الكثير، وقد كَثُر‏.‏ ثم يُزَاد فيه للزِّيادة في النّعت فيقال‏:‏ الكوثر‏:‏ الرّجلُ المِعطاء‏.‏ وهو فَوْعلٌ من الكَثْرة‏.‏ قال‏:‏

وأنتَ كثيرٌ يا ابنَ مروانَ طيِّبٌ *** وكان أبوك ابنُ العقائل كَوْثرا

والكَوثَر‏:‏ نهرٌ في الجَنّة‏.‏ قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏إنَّا أعْطَينَاكَ الكَوثَرَ‏}‏ ‏[‏الكوثر 1‏]‏ قالوا هذا وقالوا‏:‏ أراد الخير الكثير‏.‏ والكَوْثَر‏:‏ الغُبار، سمِّي بذلك لكََثْرَته وثوَرَانه‏.‏ قال‏:‏

* حَمْحَمَ في كَوْثرٍ كالجَلاَلِ *

ويقال‏:‏ كاثَرَ بنو فلان ‏[‏بني فلانٍ‏]‏ فكَثَرُوهم، أي كانوا أكثَرَ منهم‏.‏ وعَدَدٌ كاثِرٌ، أي كثير‏.‏ قال الأعشى‏:‏

ولستَ بالأكثَرِ منهم حَصىً *** وإنَّما العِزَّةُ للكاثِرِ

‏(‏كثف‏)‏

الكاف والثاء والفاء أصلٌ صحيح يدلُّ على تراكُبِ شيءٍ على شيءٍ وتجمّع‏.‏ يقال‏:‏ هذا شيءٌ كثيف‏.‏ وسحابٌ كثيف* وشجر كثيف‏.‏

‏(‏كثع‏)‏

الكاف والثاء والعين قريبُ المعنى من الذي قبله‏.‏ يقال شَفةٌ كاثِعةٌ، إذا كَثُر دَمُها‏.‏ وكَثَع اللّبنُ‏:‏ علا دَسَمُه‏.‏ وكَثَّعَتْ لحيتُه‏:‏ طالت وكَثُرت‏.‏

‏(‏كثم‏)‏

الكاف والثاء والميم أُصَيلٌ يدلُّ على امتلاءٍ وسَعة‏.‏ يقال للشَّبعان‏:‏ الأكثم‏.‏ ويقال للعظيم البطن‏:‏ أكْثَم‏.‏ ويقولون‏:‏ أكْثَمَ قِربتَه، إذا مَلأَها‏.‏ والأكثم‏:‏ الطَّريق الواسع‏.‏ ويقال أكْثَمَ فَمَه، إذا أدْخَلَ فيه القِثّاء، ونحوَه ثمّ كَسَره‏.‏

‏(‏كثو‏)‏

الكاف والثاء والواو كلمةٌ واحدة وهي الكَوْثَلُ للسَّفينة، وربَّما شُدِّد‏.‏

‏(‏كثا‏)‏

الكاف والثاء والحرف المعتلّ أو المهموز أصلٌ صحيح، وَصفٌ من صِفات اللبن ثم يُشَبّه به‏.‏ ويقولون‏:‏ الكُثْوة‏:‏ القليل من اللّبن الحليب‏.‏ ومنه اشتقاق كُثْوةَ الشَّاعر، وقالوا أيضاً‏:‏ لبنٌ مُكْثٍ، إذا كانت له رِغوةٌ‏.‏

وربَّما حَمَلوا المهموز عليه، فيقال‏:‏ كَثَأَت القِدرُ، إذا أزْبَدَت للغَلْي‏.‏ وكَثأَ النَّبتُ‏:‏ طَلَع‏.‏ وكَثَأت اللِّحيةُ من هذا‏.‏

‏(‏كثب‏)‏

الكاف والثاء والباء أصلٌ صحيح واحدٌ يدلُّ على تجمُّع وعلى قُرْب‏.‏ من ذلك الكُثْبة، وهي القِطعة من اللَّبَن ومن التَّمر‏.‏ قالوا‏:‏ سمِّيت بذلك لاجتماعها‏.‏ ومنه كثيب الرَّمل‏.‏ والكاثب‏:‏ الجامع‏.‏ والكاثِبةُ‏:‏ ما ارتفَعَ من مِنْسَج الفَرَس؛ والجمع كواثب‏.‏ قال النابغة‏:‏

* إذا عَرَضُوا الخطِّيِّ فوقَ الكواثِبِ *

وأكثبَ الصّيدُ، إذا أمكَنَ من نفسه، وهذا من الكَثَب وهو القُرْب‏.‏ فأما قوله‏:‏

لأصبَحَ رَتْماً دُقَاقَ الحَصَى *** مَكَانَ النَّبيِّ من الكاثبِ

فيقال إنّه جبلٌ معروف‏.‏ قال ابن دريدٍ وغيرهُ‏:‏ الكُثَّاب‏:‏ سهم صغيرٌ يُرمَى به‏.‏ وأنشدوا‏:‏

رمَتْ من كَثَبٍ قَلبي *** ولم تَرمِ بكُثَّابِ

وهذا إذا صح فلعلَّه سمِّي لقِصَره وقُربِ ما بين طرَفيه‏.‏

‏(‏باب الكاف والحاء وما يثلثهما‏)‏

‏(‏كحل‏)‏

الكاف والحاء واللام أصلٌ واحد يدلُّ على لونٍ من الألوان‏.‏ والكَحَلُ‏:‏ سوادُ هُدْب العَين خِلقةً‏.‏ يقال كَحِلَت عينُه كَحَلاً، وهي كَحِيل، والرّجُل أكْحَلُ‏.‏ ويقال للمُلْمُول الذي يُكتحلْ به‏:‏ المِكْحال‏.‏‏

ومما شذَّ عن هذا الباب‏:‏ الكُحَيْل‏:‏ الخضخاض الذي يُهنأ به، بني على التَّصغير‏.‏ والمِكحالان‏:‏ عظما الوَرِكين منَ الفَرَس، ويقال بل هما عظْما الذِّراعين‏.‏ والأكحَل‏:‏ عرقٌ‏.‏ وكَحْلُ‏:‏ اسمٌ للسَّنة المجدِبة‏.‏ ومن أمثالهم‏:‏ ‏"‏باءت عَرارِ بكَحْل‏"‏، إذا قتِل القاتل بمقتولِه‏.‏ ويقال‏:‏ كانتا بقرتَينِ قتلت إحداهما الأخرى فقُتِلَتْ بها‏.‏‏

‏(‏كحم‏)‏

الكاف والحاء والميم ليس بشيء، إلاَّ أنَّ ابن دريدٍ زعم أن الكَحْمَ‏:‏ الحِصْرِم‏.‏ وذكر أنَّه يقال بالباء أيضاً‏.‏‏

‏(‏باب الكاف والدال وما يثلثهما‏)‏

‏(‏كدر‏)‏

الكاف والدال والراء أصلٌ يدلُّ على خلاف الصَّفو، والآخَر يدلُّ على حركة‏.‏

فالأول الكَدَر‏:‏ خلاف الصَّفْو، يقال كَدِر الماءُ وكَدُر‏.‏ ويقولون‏:‏ ‏"‏خُذْ ما صَفَا ودع ما كَدَُر‏"‏‏.‏ ويُستعار هذا فيقال‏:‏ كَدِر عيشه‏.‏ والكُدْرِيُّ‏:‏ القَطا؛ لأنَّه نُسِب إلى معظم القطا، وهي كُدْر‏.‏ وهذا من الأوّل، لأنَّ في ذلك اللَّون كُدرة‏.‏ ومنه الكُدَيْرَاء‏:‏ لبنٌ حليب يُنقَع فيه تمرٌ‏.‏ وبناتُ أكدَرَ‏:‏ حُمُر وحشٍ نسبَت إلى فحل، ولعلَّ ذلك اللَّون أكدر‏.‏

وأمَّا الأصل الآخر فيقال‏:‏ انكدَرَ، إذا أسْرَع، قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏وإذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ‏}‏ ‏[‏التكوير 2‏]‏‏.‏

‏(‏كدس‏)‏

الكاف والدال والسين ثلاثُ كلماتٍ لا يشبه بعضها بعضاً‏.‏ فالأولى‏:‏ كُدْس الطَّعام‏.‏ والثانية التكَدُّس، وهو مَشيُ الفَرَس كأنَّه مُثقَل‏.‏ قال‏:‏

وخيل تَكَدَّسُ بالدارِعِينَ *** كمشي الوُعول على الظَّاهِره

والثالثة‏:‏ الكوادس‏:‏ ما تَطيَّرُ منه، كالفأل والعُطاسِ ونحوِه‏.‏ قال‏:‏

* ولم تحبِسك عَنِّي الكوادِسُ *

‏(‏كدش‏)‏

الكاف والدال والشين ليس بناءً يشبه* كلام العرب، لعلّه أن يكون شيئاً يقارب الإبدال‏.‏ يقال كَدَس وخَدَش بمعنىً‏.‏ وكَدَشَ وكَدَح أي كَسَبَ‏.‏ وكَدَش الشّيءَ بأسنانه‏:‏ قطعه‏.‏ وكلُّ هذا شيء واحدٌ في الضَّعف‏.‏

‏(‏كدع‏)‏

الكاف والدال والعين ليس بشيءٍ، غير أنَّ ابن دريد ذكر أن الكَدْع‏:‏ الدَّفْع الشَّديد‏.‏

‏(‏كدم‏)‏

الكاف والدال والميم أصلٌ صحيح فيه كلمةٌ واحدة‏.‏ يقال كَدَمَ، إذا عَضَّ بأدنَى فيه، كما يَكدِم الحمار‏.‏ ويقال أيضاً إنّ الكَدَمة‏:‏ الحَرَكة‏.‏ قال‏:‏

لما تَمَشَّيْتُ بُعَيدَ العَتَمه *** سَمِعتُ من فوقِ البُيوتِ كَدَمَهْ

‏(‏كدن‏)‏

الكاف والدال والنون أصلٌ صحيح يدلُّ على توطئةٍ في شيءٍ متجمِّع‏.‏ من ذلك الكُدُون‏:‏ شيءٌ توطِّئ به المرأة لنفسها في الهوْدَج‏.‏ ثم يقال امرأةٌ كَدِنةٌ‏:‏ ذاتُ لحمٍ كثير‏.‏ وبعير ذو كُدْنةٍ، إذا عظُمَ سَنامُه‏.‏ واشتقاق الكَوْدَنمن هذا، لأنَّه يكون ذا لحمٍ وغِلَظ جِسم‏.‏ يقولون‏:‏ ما أبْيَنَ الكَدَانة فيه، أي الهُجْنة‏.‏ والكَدَنُ‏:‏ ما يبقى في أسفل الماء من الطِّين المتلجِّن‏.‏ وهو من هذا القياس‏.‏ فأمَّا الكِدْيَوْن فيقال إنّه دُقاق التُّراب والسِّرجينِ يُجمعانِ ويُجلَى به الدُّروع‏.‏ قال النابغة‏:‏

عُلِينَ بِكِدْيَوْنٍ وأُبْطِنَّ كُرَّةً *** فهُنَّ إضاءٌ ضافياتُ الغلائل

‏(‏كده‏)‏

الكاف والدال والهاء ليس بشيء‏.‏ على أنّهم يقولون‏:‏ الكَدْه‏:‏ الصَّكُّ بالحجَر‏.‏ يقال‏:‏ كَدَهَ يَكْدَهُ‏.‏ وسقَطَ الشَّيءُ فتكَدَّه، أي انكسر‏.‏

‏(‏كدي‏)‏

الكاف والدال والحرف المعتل أصلٌ صحيح يدلُّ على صلابةٍ في شيء، ثم يقاس عليه‏.‏ فالكُدْيَةُ‏:‏ صَلابةٌ تكون في الأرض، يقال‏:‏ حَفَر فأكْدَى، إذا وَصَلَ إلى الكُدْية‏.‏ ثم يقال للرجُل إذا أعطَى يسيراً ثم قَطَع‏:‏ أكْدَى، شُبِّه بالحافر يَحفِر فيُكدِي فيُمسِك عن الحَفْر‏.‏ قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏أعْطَى قَلِيلاً وأكْدَى‏}‏ ‏[‏النجم 34‏]‏‏.‏ والكُداية، هي الكُدْية‏.‏ ويقال‏:‏ أرض كادية، أي بطيئة، وهو من هذا‏.‏ وربَّما همز هذا فيكون من الباب الذي يُهمز وليس أصله الهمز‏.‏ زعم الخليل أنَّه يقال‏:‏ أصابت زروعَهم كادئة، وهو البرد‏.‏ وأصاب الزَّرع بردٌ وكَدَّأه، أي رَدَّه في الأرض‏.‏ وقال الفَراء‏:‏ كَدِي الكلبُ كَدىً، إذا شَرِب اللبن ففسَد جوفُه‏.‏ ويقال أكديتهُ أكدِيه إكداءً، إذا رددته عن الشَّيء، والقياس في جميع ما ذكرناه واحد‏.‏ وكَدَاء‏:‏ مكان، ولعلّه أن يكون من الكُدْية‏.‏

‏(‏كدب‏)‏

الكاف والدال والباء، يقال فيه كلمة‏.‏ قالوا‏:‏ إنَّ الكَدِبَ‏:‏ الدّم الطريّ‏.‏ وروي أنَّ بعضهم قرأ‏:‏ ‏{‏وَجَاؤُوا علَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَدِبٍ‏}‏ ‏[‏يوسف 18‏]‏‏.‏

‏(‏كدح‏)‏

الكاف والدال والحاء أصلٌ صحيح يدلُّ على تأثيرٍ في شيء‏.‏ يقال كَدَحه وكدّحه، إذا خَدَشَه‏.‏ وحمار مُكَدَّح‏:‏ قد عضَّضَتْه الحُمُر‏.‏ ومن هذا القياس كدَح إذا كَسَبَ، يكدَح كَدْحاً فهو كادح‏.‏ قال الله عزّ وعلا‏:‏‏{‏إنَّكَ كَادِحٌ‏}‏ ‏[‏الانشقاق 6‏]‏، أي كاسِب‏.‏

‏(‏باب الكاف والذال وما يثلثهما‏)‏

‏(‏كذب‏)‏

الكاف والذال والباء أصلٌ صحيح يدلُّ على خلاف الصِّدق‏.‏ وتلخيصه أنَّه لا يبلُغ نهايةَ الكلامِ في الصِّدق‏.‏ من ذلك الكَذِب خِلاف الصِّدق‏.‏ كَذَب كَذِباً‏.‏ وكذّبت فلانا‏:‏ً نسبته إلى الكذب، وأكذبتُه‏:‏ وجدتُه كاذباً‏.‏ ورجل كَذّابٌ وكُذَبَةٌ‏.‏ ثم يقال‏:‏ حَمَلَ فلانٌ ثم كَذَبَ وكذّب، أي لم يصدُق في الحَمْلة‏.‏ وقال أبو دُواد‏:‏

قلتُ لَمَّا نَصَلاَ من قُنَّةٍ *** كَذَب العَيْرُ وإن كان بَرَحْ

وزعموا أنَّه يقال كَذَب لبنُ الناقة‏:‏ ذهب‏.‏ وفيه نظر، وقياسُه صحيح‏.‏ ويقولون ما كذَّبَ فلانٌ أن فَعَل كذا، أي ما لبث، وكلُّ هذا من أصلٍ واحد‏.‏ فأمّا قول العرب‏:‏ كَذَبَ عليكَ كذا، وكذبَكَ كذا، بمعنى الإغراء، أي عليك به، أو قد وجب عليك، كما جاء في الحديث‏:‏ ‏"‏كَذَبَ عليكم الحَجُّ‏"‏، أي وجب فكذا جاء عن العرب‏.‏ ويُنشِدون في ذلك شعراً* كثيراً منه قوله‏:‏

وذُبْيانيَّةٍ وصَّتْ بنيها *** بأن كَذَبَ القَرَاطِفُ والقُرُوف

وقول الآخر‏:‏

كذَبتُ عليكم أَوعِدُوني وعلِّلوا *** بي الأرضَ والأقوامَ قِردانَ مَوظَبا

وما أحسِب ملخَّصَ هذا وأظنُّه ‏[‏إلاّ‏]‏ من الكلام الذي درجَ ودرجَ أهلُه ومن كان يعلمه‏.‏

‏(‏باب الكاف والراء وما يثلثهما‏)‏

‏(‏كرز‏)‏

الكاف والراء والزاء أصل صحيحٌ يدل على اختباءٍ وتستُّر ولِوَاذ، يقال‏:‏ كارَزَ إلى المكان، إذا مال إليه واختبأ فيه‏.‏ وأنشد‏:‏

* إلى جَنْب الشَّريعة كارزُ *

وكارَزَ ‏[‏عن‏]‏ فلانٍ، إذا فرّ عنه واختبأ منه‏.‏ وأمَّا الكُرْز فهو الجُوالِق؛ وسمِّي بذلك لأنَّه يُخْبأ فيه الشيء‏.‏ وقول رؤبة‏:‏

* كَالكُرَّزِ المربوطِ بينَ الأوتادْ *

فهذا فارسيٌّ معرب‏.‏ يقولون‏:‏ الكُرَّز‏:‏ البازِي في سنته الثانية‏.‏ والكَرّاز‏:‏ كبشٌ يعلِّق عليه الراعي كُرْزَه، وهو شيءٌ له كالجُوالِق‏.‏ فأمَّا الكَرِيز وهو الأَقِط، فليس من الباب، لأنه من الإبدال والأصل فيه الصاد‏.‏

‏(‏كرس‏)‏

الكاف والراء والسين أصلٌ صحيح يدلُّ على تلبُّدِ شيءٍ فوقَ شيء وتجمُّعه‏.‏ فالكِرْس‏:‏ ما تلبَّدَ من الأبعار والأبوال في الدِّيار‏.‏ واشتقت الكُرَّاسَة من هذا، لأنَّها ورقٌ بعضُه فوقَ بعض‏.‏ وقال‏:‏

يا صاحِ هل تعرفُ رسماً مُكْرَسَا *** قال نَعَم أعرفُه، وأَبْلَسَا

والكَرَوَّس‏:‏ العظيم الرَّأس، وهو من هذا كأنَّه شيء كُرِّس، أي جُمِع جمعاً كثيفاً‏.‏ ومن الباب الكَرْكَسةُ‏:‏ ترديد الشيء‏.‏ ويقال للذي ولدته إماءٌ‏:‏ مُكَرْكَس، أي هو مردَّد في وِلادِهنَّ له‏.‏

‏(‏كرش‏)‏

الكاف والراء والشين أصلٌ صحيح يدلُّ على تَجمُّع وجَمْع‏.‏ من ذلك الكَرِش‏.‏ سمِّيت لجَمْعها ما فيها‏.‏ ثم يُشتقّ من ذلك، فيقال للجماعة من الناس كَرِش‏.‏ قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم‏:‏ ‏"‏الأنصارُ كَرِشِي وعَيْبتي‏"‏‏.‏ وكَرِش الرجُل‏:‏ عيالُه وصغارُ ولدهِ‏.‏ ويقال للأَتَان الضَّخمة الخاصِرَتَين‏:‏ كرشاء‏.‏ وتكرَّشَ وجههُ‏:‏ تَقَبَّض فصار كالكرش‏.‏ والكَرْشاء‏:‏ القدم التي قَصُرَتْ واستوى أخمَصُها‏.‏

‏(‏كرص‏)‏

الكاف والراء والصاد كلمة واحدة‏.‏ يقولون‏:‏ الكَرِيص‏:‏ الأَقِط‏.‏

‏(‏كرض‏)‏

الكاف والراء والضاد كلمةٌ واحدةٌ صحيحة مُختلف في تأويلها، وهي الكِرَاض‏.‏ قال قوم‏:‏ هو ماء الفحل تُلقِيه النَّاقةُ بعد ما قَبِلته‏.‏ يقال‏:‏ كرَضَتِ الناقةُ ماءَ الفحل تَكْرُضُه‏.‏ ويقولون‏:‏ الكِرَاضُ‏:‏ مَنِيُّ الرّجُل‏.‏ قال الطرِمَّاح‏:‏

سوفَ تُدنيك من لَمِيسَ سَبَنْتاةٌ *** أمَارتْ بالبَول ماءَ الكِرَضِ

وقال ابن دريد‏:‏ الكِراض‏:‏ حَلَقُ الرَّحِم‏.‏ قال الأصمعي‏:‏ لا واحدَ لها‏.‏ وقال غيره‏:‏ واحدها كَرْض‏.‏

‏(‏كرع‏)‏

الكاف والراء والعين أصلٌ صحيح يدلُّ على دِقَّةٍ في بعض أعضاء الحيوان‏.‏ من ذلك الكُرَاع، وهو من الإنسان ما دونَ الرُّكبة، ومن الدوابِّ‏:‏ ما دون الكَعب‏.‏ قال الخليل‏:‏ تكَرَّعَ الرّجُل إذا توضَّأ للصلاة لأنَّه يَغسِل أكارِعَه‏.‏ قال‏:‏ وكُرَاع كلِّ شيءٍ‏:‏ طرَفُه‏.‏ قال‏:‏ والكُرَاع من الحَرّة‏:‏ ما استطالَ منها، قال مُهلهل‏:‏

لما تَوَقّلَ في الكُرَاعِ هجينُهم *** هَلْهَلْتُ أثأرُ جابراً أو صِنْبِلا

فأمَّا تسميتُهم الخَيْل كُراعاً فإنَّ العرب قد تعبِّر عن الجسم ببعض أعضائِه، كما يقال‏:‏ أعتَقَ رقبةً، ووَجْهِي إليك‏.‏ فيمكنُ أن يكون الخيلُ سمِّيت كُرَاعاً لأكارعها، والكَرَع‏:‏ دِقّة السّاقَين‏.‏ فأمّا الكَرَع فهو ماء السَّماء، وسمِّي به لأنه يُكْرَع فيه، وقيل لأنَّ الإنسان يُكْرِع فيه أكارِعَه، أو يأخذه بيديه، وهما بمعنى الكُراعين، إذا كانا طرَفَين‏.‏

‏(‏كرف‏)‏

الكاف والراء والفاء كلمتان* متباينتان جداً، فالأولى الكَرْف، وهو تشمُّم الحِمار البولَ ورفعُه رأسَه‏.‏ والثانية الكِرفئ‏:‏ السَّحاب المرتفع الذي يُرى بعضُه فوقَ بعض‏.‏

‏(‏كرم‏)‏

الكاف والراء والميم أصلٌ صحيح له بابان‏:‏ أحدهما شَرَفٌ في الشَّيء في نفسِه أو شرفٌ في خُلُق من الأخلاق‏.‏ يقال رجلٌ كريم، وفرسٌ كريم، ونبات كريم‏.‏ وأكرَمَ الرّجلُ، إذا أتَى بأولادٍ كرام‏.‏ واستَكْرَم‏:‏ اتَّخَذَ عِلْقاً كريماً‏.‏ وكَرُم السّحابُ‏:‏ أتَى بالغَيث‏.‏ وأرضٌ مَكرَُمةٌ للنَّبات، إذا كانت جيِّدة النبات‏.‏ والكَرَم في الخُلْق يقال هو الصَّفح عن ذنبِ المُذنب‏.‏ قال عبدُ الله بنُ مسلِم بن قُتيبة‏:‏ الكريم‏:‏ الصَّفوح‏.‏ والله تعالى هو الكريم الصَّفوح عن ذنوب عبادِه المؤمنين‏.‏

والأصل الآخر الكَرْم، وهي القِلادة‏.‏ قال‏:‏

* عَدُوسِ السُّرَى لا يَعرِف الكَرْمَ جيدُها *

وأمّا الكَرْم فالعِنَب أيضاً لأنَّه مجتَمِع الشُّعَب منظومُ الحبّ‏.‏

‏(‏كرن‏)‏

الكاف والراء والنون كلمةٌ واحدة في الملاهي‏.‏ يقال‏:‏ إنَّ الكِرَان‏:‏ الصَّنْج‏.‏ قال امرؤ القيس‏:‏

‏.‏‏.‏ فيا رُبَّ قينةٍ *** منعَّمة أعملتُها بِكرَانِ

والقَينة‏:‏ كَرِينةٌ‏.‏

‏(‏كره‏)‏

الكاف والراء والهاء أصلٌ صحيحٌ واحد، يدلُّ على خلاف الرِّضا والمحبّة‏.‏ يقال‏:‏ كرِهتُ الشَّيء أكرَهُه كَرْهاً‏.‏ والكُرْه الاسم‏.‏ ويقال‏:‏ بل الكُرْه‏:‏ المشقّة، والكَرْه‏:‏ أن تكلَّف الشيءَ فتعملَه كارهاً‏.‏ ويقال من الكُره الكَرَاهِيَة والكَرَاهيّة‏.‏ والكَرِيهة‏:‏ الشِّدة في الحرب‏.‏ ويقال للسَّيف الماضي في الضّرائب‏:‏ ذُو الكريهة‏.‏ ويقولون‏:‏ إنَّ الكَرْه‏:‏ الجَمَل الشَّديد الرأس، كأنّه يكره الانقياد‏.‏

‏(‏كري‏)‏

الكاف والراء والحرف المعتل أصلٌ صحيح يدلُّ على لِينٍ في الشيء وسُهولة، وربما دلَّ على تأخير‏.‏

فاللِّين والسهولة الكَرَى، وهو النُّعاس‏.‏ ومن بابه السَّيْر المُكَرِّي‏:‏ اللَّيِّن الرقيق‏.‏ ومنها المُكَارِي وهو الظِّلُّ الذي يُكاري الشّيءَ، أي هو معه لا يفارقُه‏.‏ وهو أليَنُ ما يكونُ وألطفَهُ‏.‏ قال جرير‏:‏

لَحِقتُ وأصحابي على كُلِّ حُرَّةٍ ***مَرُوح تُبارِي الأحمسيَّ المُكارِيا

أي إنّها تُبارِي ظِلَّها كأنَّها تُساير‏.‏ ومن الباب الكَرْوُ‏:‏ أنْ يَخْبِط الفرسُ في عَدْوه بيديه في استقامةٍ لا يُقبِل بهما نحوَ بطنِه‏.‏ وكَرَت المرأةُ في مَشْيها تَكْرُو كَرْواً‏.‏ والكُرَة ناقصة، نقصت واواً، سمِّيت بذلك لأنَّه يُكْرَى بها إذا رُمِيَ بها‏.‏ يقال كَرَا الكرةَ يَكرُوها كَرْواً وأمَّا المُكارِي الذي يُكْري الجمال وغيرَها، فذاك مشتقٌّ من السَّير أيضاً، لأنَّه يُسايِر المكترِي منه‏.‏ ثمَّ اتسعوا في ذلك فسمَّوا الأَجْرَ كِراءَ، ونقلوه أيضاً إلى ما لا يُسايَرُ به، كالدَّار ونحوها، والأصل ما ذكرناه‏.‏ وأمَّا الذي ذكرنا من التأخير فقولُهم‏:‏ أكرَيْتُ الحديثَ‏:‏ أخَّرتُه‏.‏ قال الحطيئة‏:‏

وأكْرَيتُ العِشاءَ إلى سُهَيلٍ *** أو الشِّعرَى فطال بيَ الأَنَاء

فأما الكَرَوان فطائر يقال لذكَرهِ الكَرَى، يقال إذا صِيدَ‏:‏

أطرِقْ كَرَا أَطْرِق كرا *** إنَّ النّعامةَ في القُرَى

ويقال سمِّي بذلك لدِقّة ساقَيه‏.‏ ويقولون‏:‏ امرأةُ كَرْوَاء‏:‏ دقيقة السَّاقين‏.‏ وهذا إن صحَّ فهو شاذٌّ عن القياس الذي ذكرناه‏.‏

‏(‏كرب‏)‏

الكاف والراء والباء أصلٌ صحيح يدلُّ على شِدَّةٍ وقُوّة‏.‏ يقال‏:‏ مَفاصِلُ مُكْرَبَةٌ، أي شديدةٌ قوية‏.‏ وأصلُه الكَرَب، وهو عَقْدٌ غليظ في رِشَاء الدَّلو يُجعَل طرفُه في عرقوة الدَّلو ثم يشدّ ثِنَايتُه رِبَاطاً وثيقاً‏.‏ يقال منه أكربْت الدَّلو‏.‏ ومن ذلك قولُ الحطيئة‏:‏

قومٌ إذا عَقَدُوا عَقداً لجارِهم *** شَدُّوا العِناجَ وشدُّوا فوقه الكَرَبا

ومن الباب الكرْب، وهو الغَمُّ الشَّديد‏.‏ والكريبة‏:‏ الشَّديدة من الشَّدائد‏.‏ قال‏:‏

* إلى الموت خَوّاضاً إليه كرائبا *

والإكراب‏:‏ الشِّدَّة في العَدْو؛ يقال أكْرَبَ فهو مُكْرِب‏.‏ فأمَّا كَرَبَ الشَّيء‏:‏ دنا، فليس من الباب، لأنَّ هذا من الإبدال، وإنَّما هو من القُرْب، لكنهم قالوا بالقاف قَرُب بضم الراء، وقالوا في الكاف كَرَب بفتحها، والمعنى واحد‏.‏ والملائكة الكَرُوبِيُّون فعُوليُّون من الكُروب، وهم المقَرَّبون‏.‏ يقال كَربت الشمسُ‏:‏ دنَت للمَغيب‏.‏ وإناءٌ كَرْبانُ‏:‏ كَرَبَ أن يمتلئ‏.‏

ومن الباب الأوَّل‏:‏ كَرَبُ النَّخلِ، ممكنٌ أن يسمَّى كَرَبا لقُوَّته‏.‏ والكُرَابةَ‏:‏ ما سقط من النَّخْل في أصول الكَرَب‏.‏ وَأمَّا كِرَابُ الأرض، وهو قَلْبُها للحرث فليس هو عندي عربيّاً‏.‏ وقولُهم‏:‏ ‏"‏الكِرَابُ على البَقَر‏"‏، من هذا، والأصحُّ فيه أنْ يقال‏:‏ ‏"‏الكِلابَ على البقَر‏"‏، وكذا سمعناه‏.‏ ومعناه خَلِّ أمْراً وصِناعتَه‏.‏ ويقولون‏:‏ الكِرَاب‏:‏ مَجارِي الماء، الواحدة كَرَبة‏.‏ فإنْ كان صحيحاً فهو مشبَّهٌ بكرَبِ النَّخل‏.‏ لامتدادِه وقُوَّته‏.‏

‏(‏كرت‏)‏

الكاف والراء والتاء، ليس فيه إلاّ قولهم‏:‏ عامٌ كَرِيت‏.‏

‏(‏كرث‏)‏

الكاف والراء والثاء، ليس فيه إلاَّ كَرَثَهُ الأمرُ، إذا بلغ منه المَشَقَّة‏.‏ والكُـَرَّاثُ والكَرَاثُ نَبتانِ‏.‏

‏(‏كرج‏)‏

الكاف والراء والجيم ليس بشيء، إنّما هو الكُرَّج، وهو الذي ذكرناه في الكُرَّة‏.‏ وذكره جريرٌ فقال‏:‏

لَبِستُ سِلاحي والفَرزدقُ لُعبةٌ *** عليه وِشاحاً كُرَّجٍ وجلاجلُه

‏(‏كرد‏)‏

الكاف والراء والدال أصلٌ صحيح يدلُّ على مُدافَعةٍ وإطْراد‏.‏ يقال‏:‏ هو يَكرُدُهم، أي يدفعهم ويطردُهم‏.‏ ويزعمون أنّ الكُرْدَ، هؤلاء القوم، مشتقٌّ من المُكارَدَة، وهي المطاردة‏.‏ قال‏:‏

* ألا إنَّ أهل الغَدْرِ آباؤك الكُرْدُ *

فأمَّا الكَرْد فالعُنْق، قالوا‏:‏ هو معرَّب‏.‏

ومِمَّا فيه ولا يُعلَم صحّته، قولُهم‏:‏ إنَّ الكِرْدِيدة‏:‏ القطعة من التَّمر‏.‏ وينشدون‏:‏

طُوبَى لمن كانت لـه كِرْدِيدهْ *** يأكلُ منها وهو ثانٍ جيدَهْ

وما أبْعَدَ هذا وشِبهَهُ من الصحّة‏.‏ والله أعلم‏.‏

‏(‏باب الكاف والزاء وما يثلثهما‏)‏

‏(‏كزم‏)‏

الكاف والزاء والميم أصيلٌ يدلُّ على قِصَرٍ وقَماءة‏.‏ فالكَزَم‏:‏ القِصَر في الأنْف، وكذلك في الأصابع‏.‏ يقال أنف أكزَمُ ويد كَزْماء‏.‏ والكَزْم‏:‏ الرّجُل الهَيَّبان، وسمِّي لانقباضِه عن الإقدام، والكَزُوم‏:‏ التي لم يَبْقَ فيها سِنٌّ من الهَرَم‏.‏ وكلُّ هذا قياسُه واحد‏.‏ وذكر أنَّ الكَزْم كالكَدْم بمقدَّم الفم‏.‏ وهذا من باب الإبدال، والله بصحتّها أعلم‏.‏

‏(‏باب الكاف والسين وما يثلثهما‏)‏

‏(‏كسع‏)‏

الكاف والسين والعين أصلٌ صحيح يدلُّ على نوع من الضَّرب‏.‏ يقال‏:‏ كسعه، إذا ضَربَ برِجله على مؤخَّرِه أو بيده‏.‏ ويقال‏:‏ اتَّبَعَ أدبارَهم يَكسَعُهم بسَيفه‏.‏ وكَسَعْت الرّجُل بما سَاءه، إذا تكلَّمْت في أثره‏.‏ وكَسعتُ النّاقةَ بغُبْرها، إذا تركتَ بقيَّةً من اللَّبن في خِلْفها تريد تعزيرها‏.‏ ومعنى هذا أنَّه يخلِّيها بعد أن يُحلَب بعضُ لبنِها ويضربُ بيدِه على مؤخّرها لتمضِيَ‏.‏ قال‏:‏

لا تَكْسَع الشَّولَ بأَغْبارِها *** إنك لا تَدرِي مَن النَّاتجُ

ومن الباب رجلٌ مكَسَّعٌ بغُبْرِه، إذا لم يتزوَّج، كأنَّ ماءه قد تبقَّى كما تَبقَّى لبنُ الشّاةِ المكَسَّعة‏.‏ قال‏:‏

والله لا يخرجُها من قَعرِه *** إلاّ فتىً مكسَّع بغُبْره

والكُسْعَة‏:‏ الحمير، سمِّيت لأنَّها تُضرَب أبداً على مؤخّرها في السَّوْق‏.‏

‏(‏كسف‏)‏

الكاف والسين والفاء أصلٌ يدلُّ على تغيُّر في حالِ الشيء إلى ما لا يُحَبّ، وعلى قطع شيءٍ من شيء‏.‏ من ذلك كُسُوف القَمر، وهو زوالُ ضوئه‏.‏ ويقال‏:‏ رجلٌ كاسِفُ الوجه، إذا كان عابساً‏.‏ وهو كاسف البال، أي سيِّئُ الحال‏.‏

وأمَّا القَطْع فيقال‏:‏ كَسَفَ العُرقوبَ بالسّيف كَسْفاً يكسِفُهُ‏.‏ والكِسْفة‏:‏ الطَّائفة من الثَّوب، يقال‏:‏ أعطِنِي كِسفةً من ثوبك‏.‏ والكِسْفة‏:‏ القِطعة من الغَيم‏.‏ قال الله* تعالى‏:‏ ‏{‏وإنْ يَرَوْا كِسْفاً مِن السَّماءِ ساقِطاً‏}‏ ‏[‏الطور 44‏]‏‏.‏

‏(‏كسل‏)‏

الكاف والسين واللام أصلٌ صحيح، وهو التَّثاقُل عن الشَّيء والقُعود عن إتمامه أو عنه‏.‏ من ذلك الكَسَل‏.‏ والإكسال‏:‏ أن يُخالِط الرّجلُ أهلَه ولا ينزِل‏.‏ ويقال ذلك في فَحل الإبل أيضاً‏.‏ وامرأةٌ مِكسالٌ‏:‏ لا تكاد تَبرَحُ بيتها‏.‏

‏(‏كسم‏)‏

الكاف والسين والميم أصيلٌ يدلُّ على تلبُّدٍ في شيء وتجمّع‏.‏ من ذلك الكَيْسُوم‏:‏ الحَشِيش الكثير‏.‏ ويقال إنَّ الأكاسم‏:‏ الخَيل المجتمِعة يكاد يركبُ بعضُها بعضاً‏.‏ قال‏:‏

أبا مالكٍ لَطَّ الحُضَين وراءنا *** رجالاً عدَاناتٍ وخيلاً أكاسِما

‏(‏كسا‏)‏

الكاف والسين والحرف المعتل……

أما ما ليس بمهموزٍ فمنه الكُسْوة والكِساء معروف‏.‏ قال الشَّاعر‏:‏

فباتَ لـه دون الصَّبَا وهي قَرَّةٌ *** لحافٌ ومصقولُ الكساءِ رقيقُ

أراد في هذا الموضع بمصقول الكِساء لبَناً قد علته دُوَاية‏.‏ ومثله‏:‏

وهو إذا ما اهْتَافَ أو تَهيَّفا *** يَنفِي الدُّواياتِ إذا ترشَّفَا

عن كلِّ مصقولِ الكِساء قد صَفَا

اهتاف‏:‏ عَطِش‏.‏ وعنى بالكساء الدُّواية‏.‏

‏(‏كسب‏)‏

الكاف والسين والباء أصلٌ صحيحٌ، وهو يدلُّ على ابتغاء وطلبٍ وإصابة‏.‏ فالكَسب من ذلك‏.‏ ويقال كَسَب أهْلَه خيراً، وكسَبْت الرّجلَ مالاً فكَسَبه‏.‏ وهذا مما جاء على فَعَلْته فَفَعل‏.‏ وكَسَابِ‏:‏ اسمُ كَلْبة‏.‏

‏(‏كسح‏)‏

الكاف والسين والحاء له معنيانِ صحيحان‏:‏ أحدهما تنقيةُ الشيء، والمعنى الآخر عَيْب في الخِلْقة‏.‏

فالأوَّل الكَسْح‏.‏ يقال‏:‏ كَسَحْتُ البيتَ، وكَسَحَتِ الرِّيحُ الأرضَ‏:‏ قَشَرت عنها التّراب‏.‏ والكُسَاحة‏:‏ ما يُكسَح‏.‏ ويقال‏:‏ أغارُوا على بني فلانٍ فاكتَسَحوهم، أي أخَذوا مالَهم كلَّه‏.‏

والثاني الكَسَح، وهو العَرَج‏.‏ والأكْسَح‏:‏ الأعرج‏.‏ قال الأعشى‏:‏

* وخَذُولِ الرِّجلِ من غير كَسَحْ *

وجمع الأكسح كُسْحان‏.‏ وفي الحديث‏:‏ ‏"‏الصَّدَقة مال الكُسْحانِ والعُوران‏"‏‏.‏

‏(‏كسد‏)‏

الكاف والسين والدال أصلٌ صحيح يدلُّ على الشَّيء الدُّون لا يُرغَب فيه‏.‏ من ذلك‏:‏ كَسَد الشَّيءُ كَساداً فهو كاسد وكَسِيد‏.‏ وكلُّ دونٍ كَسِيد‏.‏ قال‏:‏

* فماجدٌ وكسيدُ *

‏(‏كسر‏)‏

الكاف والسين والراء أصلٌ صحيح يدلُّ على هَشْم الشيء وهَضْمه‏.‏ من ذلك قولُك كَسَرْت الشيءَ أكْسِره كَسْراً‏.‏ والكِسرة‏:‏ القطعة من المكسور‏.‏ ويقال‏:‏ عُودٌ صُلْب المَكْسِر، إذا عُرِفت جوْدتُه بكسْرِه‏.‏ وكَسَر الطائرُ جناحَيه كَسراً، إذا ضمَّهما وهو يريد الوُقوع، ومنه عُقاب كاسِر‏.‏ والكِسْر‏:‏ العظم ليس عليه كبيرُ لحم‏.‏ قال الشَّاعر‏:‏

* وفي يَدِها كِسرٌ أبَحُّ رَذومُ *

ويقال لا يكون كذا إلا وهو مكسور‏.‏ ويقال لعظم السّاعد الذي يلي المرفَق، وهو نصف العظم‏:‏ كِسرُ قبيح‏.‏ أنشدنا عليُّ بنُ إبراهيمَ، عن عليِّ بنِ عبد العزيز، عن أبي عُبيد‏:‏

فلو كنتَ عَيراً كنتَ عيرَ مَذَلَّةٍ *** ولو كنت كِسراً كنتَ كِسرَ قبيح

ويقال‏:‏ أرضٌ ذات كسور، أي ذات صَعُود وهَبُوط، وكأنَّها قد كسِرت كَسْراً‏.‏ والكِسر‏:‏ الشُّقة السُّفلى من الخِباء تُرفَع أحياناً وتُرخَى أحياناً‏.‏ وهو جارِي مُكاسِرِي، أي كِسرُ بيتِه إلى كِسرِ بيتي‏.‏ فأمَّا كِسْرى فاسمٌ عجميّ، وليس من هذا، وهو معرَّب‏.‏ قال أبو عمرو‏:‏ يُنسَب إلى كسرى- وكان يقولـه بكسر الكاف- كِسْرِيّ وكِسرَوِيّ‏.‏ وقال الأمويّ‏:‏ كِسريّ بالكسر أيضاً‏.‏

‏(‏باب الكاف والشين وما يثلثهما‏)‏

‏(‏كشف‏)‏

الكاف والشين والفاء أصلٌ صحيح يدلُّ على سَرْوِ الشّيء عن الشَّيء، كالثَّوب يُسْرَى عن البدن‏.‏ ويقال كَشَفْتُ الثوب وغيرَه أكْشِفه‏.‏ والكَشَف‏:‏ دائرةٌ في قُصَاص النّاصية، كأنَّ بعضَ ذلك الشَّعْر ينكشف عن مَغْرِزِهِ وَمَنْبتِه‏.‏ وذلك يكون في الخيل التواءً يكون في عَسيب الذَّنب‏.‏ والأكشف‏:‏ الرجل الذي لا تُرْسَ معه في الحرب‏.‏ ويقال‏:‏ تكشَّفَ البرقُ، إذا مَلأ* السَّماء‏.‏ والمعنى صحيحٌ، لأنَّ المتكشِّف بارز‏.‏ والكِشَاف‏:‏ نِتاج في ‏[‏إثر‏]‏ نتاج‏.‏ ‏[‏قال ابن دريد‏:‏ الكِشاف‏]‏‏:‏ أن تبقى الأنثى سنتين أو ثلاثاً لا يُحمَل عليها‏.‏ قال الشاعر‏:‏

‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏ ‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏

‏(‏كشم‏)‏

الكاف والشين والميم أصيلٌ يدلُّ على قَطْع شيء أو قِصره، من ذلك الأكشم‏:‏ النَّاقص الخَلْق، ويكون ذلك في الحسب الناقص أيضاً‏.‏ قال‏:‏

* له جانبٌ وافٍ وآخرُ أكشمُ *

والكَشْم‏:‏ قَطع الأنف باستئصال‏.‏

‏(‏كشي‏)‏

الكاف والشين والحرف المعتلّ أو المهموز‏.‏ أمّا ما ليس بمهموز فكلمة واحدة، وهي شحمةٌ مستطيلة في عُنق الضّبّ إلى فخذه، والجمع الكُشَى‏.‏ قال‏:‏

وأنتَ لو ذُقتَ الكُشَى بالأكبادْ *** لمَا تَركتَ الضَّبَّ يَعدُو بالوادْ

وأمّا المهموز فكلماتٌ لعلَّها أن تكون صحيحة‏.‏ يقولون‏:‏ يتكشَّأُ اللحمَ، أي يأكله وهو يابس‏.‏ وكشَأْتُ وجهَه بالسَّيف، أي ضربته‏.‏ وكَشِئَ من الطعام‏:‏ امتلأَ‏.‏

‏(‏كشح‏)‏

الكاف والشين والحاء أصلٌ صحيح، وهو بَعْضُ خَلْقِ الحيوان‏.‏ فالكَشْح‏:‏ الخصر‏.‏ والكَشَح‏:‏ داء يصيب الإنسانَ في كَشْحِه‏.‏ قال الأعشى‏:‏

* كُلَّ ما يَحْسِمْنَ من داء الكَشَحْ *

ويُكوَى‏.‏ ومن ذلك الرَّجُل مكشوحٌ المُراديّ‏.‏ وأمَّا الكاشِح فالذي يَطْوِي على العداوة كَشْحَه‏.‏ ويقال‏:‏ طويتُ كَشْحِي على الأمر، إذا أضمرتَه وستَرته‏.‏ قال‏:‏

* أخٌ قد طَوَى كَشْحاً وأبَّ ليذهبَا *

وقال قومٌ‏:‏ بل الكاشح‏:‏ الذي يتباعَد عنك، من قولك‏:‏ كَشَح القومُ عن الماء، إذا تفرَّقوا‏.‏ قال‏:‏

* شِلْوَ حمارٍ كَشَحَتْ عنه الحُمُرْ *

وإنّما يقال للذاهب كَشَح لأنَّه يَمضِي مبدياً كَشْحَه إعراضاً عن المذهوب عنه‏.‏ ألا تراهم يقولون‏:‏ طوَى كَشْحَه للبَين والذَّهاب‏.‏ وهو في شعرِهم كثير‏.‏

‏(‏كشط‏)‏

الكاف والشين والطاء كلمةٌ تدلُّ على تنحية الشَّيء وكَشْفه‏.‏ يقال‏:‏ كشَطَ الجِلدَ عن الذَّبيحة‏.‏ ويقولون‏:‏ انكشَط رُوعُه، أي ذهَب‏.‏

‏(‏كشد‏)‏

الكاف والشين والدال‏.‏ يقال الكَشْد‏:‏ ضرب من الحَلَب‏.‏ والله أعلمُ بالصَّواب‏.‏